سقطت مني زجاجة عطر في أحد الأيام فانكسرت، حزنت عليها كثيرًا وبدأت ألملم الزجاج المكسور بكل ألم وحزن؛ ليس على العطر أو الزجاحة الفخمة الجميلة بل لأنها ذكرتني من أهداني إياهاخرجت من الغرفه بعد أن نظفتها جيدًا من بقايا الزجاج المشطور، ولكن المزاج والصدر في ضيق شديد من الموقف، وبعد فترة عدت إلى الغرفة وجدت أن رائحتها جميلة جدًا؛ من أين هذه الرائحة العطرة؟! تذكرت الموقف وأدركت أن هذا العطر الذي كان داخل الزجاجة، الذي لم يكن له أي تأثير وهو داخلها. الغرفة الآن وطيلة اليوم ينبعث منها هذه الرائحة العطرة الجميلة، أدركت حينها أنه كان لابد من كسر الزجاج حتى تخرج هذه الرائحة. وبالفعل فإن الأمور متشابهة.. جاء فيروس كورونا بعد أن تعالينا وتكبرنا في الأرض هنا وهناك، جاء ليكسرنا حتى يخرج أجمل ما فينا، الشيء الذي لا ندركه إلا حين ضعفنا، وهو الإنكسار والذل إلى الله سبحانه وتعالى، والرجوع إليه، والقيام بالمهمة الأساسية لخلقنا التي كلفنا الله بها وهي العبادة لله فقط؛ قال تعالى: " وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ (٥٦) مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقِِ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ (٥٧)" [سورة الذاريات]، حتى يكشف الله عنا هذا الوباء والبلاء فلا بد من العودة إليه.