الحُب فى زماننا سيف على رقاب المحبين
كثيرا من الناس فى هذا الزمان قد أطلق عليهم أسماء ترتبط بالحب مثل مُحب و حبيب و حبيبة و ذلك لاشتياقنا إلى هذا الإحساس الآنرغم وجود جميع عناصره فى هذه الحياة إلا أننا نفتقد وجوده بيننا فلا نكاد يمر يوم إلا و نسمع و نشاهد الحوادث و تبعاتها التى تزلزل القلوب قبل الأبدان فما بالنا نحن بنى البشر ذوى الإحساس الذى تميزنا به عن سائر المخلوقات ،فنحن الآن نبحث عن الحُب و مظاهره لدى الكائنات الأخرى الأقل مرتبة منا و نفرح بتلك المشاعر التى كانت أهم ما يميز الإنسانية و نظل نبحث عن الحُب و لا نراه بيننا حيث انحصرت هذه الكلمة لفترة الارتباط بين الرجل و المرأة و هى ما تسمى بالخطوبة حيث تمتلأ تلك المرحلة من عمر الإنسان بالرومانسية و الشاعرية و كل طرف فيها يحاول أن يُظهر أجمل ما فيه بدعم من إحساسه بالحُب نحو من اختار و ياليته يستمر بتلك الحرارة و الاهتمام و الشغف المتبادل فإذا انتهت تلك المرحلة و جاء الزواج بأساريره بما يحمل من مسؤولية انحصر الحب وقتها و ضاق كل طرف بالآخر و هكذا دواليك .
أما الحُب فهو برىء من تلك النظرة المحدودة إليه و انحصارها فى مراحل الزواج و ما عرف الناس معنى الحب قديما و تمسكوا به أكثر إلا عند الشدائد و الأزمات فالحُب هو التضحية و الحٌب هو العطاء بين الناس و الحُب هو أن تقدم القليل و الكثير و لا تنتظر أن يرجع إليك فهذا هو مجمل الحُب و التراحم بين الناس فهل أصبح الحُب فى هذا الزمن إحساسا حريريا تمر نسماته الطيبة على قلوب الناس فتزيل همومهم و تقتل الكراهية إلى غير رجعة أم أصبح سيفا مسلطا على قلوب المحبين فى ظل سيادة المادية و تفضيل النفس على الغير حتى و لو كانوا من المقربين فإلى متى ينتظر الإنسان أن يبادر غيره من المخلوقات بالحُب و هو يقف مشاهدا فقط لا يتفاعل إلا بالدموع التى تظهر كماً من اللهفة لهذا الإحساس بين الناس .
ها هو الحُب يسعى إلينا الآن و يبادر هو فى هذه الأيام و يحتاج إلى أن نأخذ بيديه لننشره على نطاق واسع بيننا فكُن محباً ، حبيباً ، حبيبة كن من تشاء و لكن احرص على أن تنسى ذاتك فلا تجعل حياتك تقف عند قدميك بل انظر حولك فلكلٍ منا دائرة تحيط بنا من الناس من الأهل و الأقارب و الأصدقاء و الزملاء و الجيران كل هؤلاء هم دائرة الحُب و لا ننسى أنه كلما كبُرت تلك الدائرة استطاع الإنسان أن يعيش سعيداً فلا تراه مغموماً مهموماً يبحث عن السعادة و الحُب بينما هما بين يديه .
تعليقات
إرسال تعليق