مكالمة آخر الليل
فى نهاية اليوم بكل ما
يحمل من مشاقة تعامل كل أم و زوجة مع أبنائها تجد السكوت أخيرا قد عم
البيت فالأولاد قد ناموا و هنا تبدأ لحظة الانطلاق التى تنتظرها كل أم و كل زوجة كل
ليلة حيث الحرية التى تبحث عنها طوال اليوم حين تجد الفرصة للاستمتاع بمشاهدة ما
تريده من برامج أو أفلام أو دون تحكمات من ولد أو بنت و لكن لحظة
السعادة الحقيقية التى تنتظرها كل أم أو زوجة هى مكالمة آخر اليوم فهى
المتنفس الحقيقى لها فهذه المكالمة التليفونية لا يخلو بيت منها حيث تتصل الزوجة
بأمها أو أختها لكى تلقي كل واحدة منهن ما فى جعبتها عند الأخرى فى صورة تقارير و
أخبار و نقد للمسلسلات و الأفلام و ماحدث طوال اليوم و بالطبع تكون كلا منهن فى
قمة السعادة عند الحديث الذى يخلو من شكاوى الألم و الاكتئاب المعتادة و إذا
انقطعت تلك المكالمة ليوم واحد تأثر كلا الطرفين و يمضى اليوم بعدها فى صورة من
الحزن و الكآبة المتبادلة حتى تحين نفس اللحظة التى يرن فيها جرس الهاتف و هنا
يكون التقرير مطولا و الحديث متسلسلا بلا انقطاع تعويضا عن انقطاع يوم واحد و عند
تحليل تلك المكالمات الدائرة فى بيوتنا نجد أنها صورة واضحة للدعم النفسي المتبادل
بين الأم و ابنتها أو الأخت و أختها فكلهن فى حاجة للحوار و الحديث اليومي بعيدا
عن الرجل الذى يكون غالبا فى وقت المكالمة يأكل أرز مع الملائكة كما يقال فى المثل
الشعبى .
قد يكون للمكالمة أثر كبير
على مجرى حياة الأسرة يستمر معها فى اليوم التالى حتى يجد الرجل مخرجا لتلك
الاقتراحات التى تم التدبير لها خلف سماعة الهاتف و بالطبع أصبح الموبايل و
التليفون شيئا متاحا للجميع و ما تبعه من آثار يدفع ثمنها النائمون ،
فلكل زوجة و أم أقول تحدثن و ليكن هذا الحديث مخففا عن آلام اليوم فلا نمنعه و لكن
أجعلن الإيجابية هى ملبس الكلام حتى تكون تلك المكالمة بردا و سلاما
على أسرنا و حياتنا .
تعليقات
إرسال تعليق