باشا آخر زمن
عندما تتحدث مع الناس تجد أن الحوار لا يخلو من ذكر
كلمة باشا ، ففلان باشا جاء و فُلان باشا ذهب و هكذا يتكرر الحوار و فى ذهن الناس أن
الباشا هو إنسان ذو مكانة مرموقة اجتماعياً و مالياً فهل بدأت الكلمة فى دلالتها كما
وصلت إلينا تعالوا ننظر فى أصل الكلمة و نتعرف باختصار على المراحل التى مرت بها .
كلمة باشا من اللغة التركية : پاشا, paşa و هو لقب فخري في الدولة
العثمانية يمنحه السلطان العثماني إلى السياسيين البارزين، والجنرالات والشخصيات الهامة
والحكام. ويعادل هذا اللقب في اللغة الإنجليزية لقب لورد.
اعتبر هذا اللقب الأعلى في فترة ما بعد الحكم العثماني
لمصر في 1517 حيث كان لقب سلطان مصر هو المستخدم حتى هذا التاريخ وصولاً إلى العام
1914 حين استخدم لقب سلطان مصر مجدداً من قبل حسين كامل، ليمنح لقب "الباشا"
بعد ذلك من قبل الملك إلى شخصيات رفيعة في المجتمع، حيث ألغي في فترة مصر الجمهورية.
وهناك ما يقال حول أن الأيوبيين هم أول من استخدم هذا
اللفظ كمرتبة شرفية لمماليكهم وكانت اللفظة تعني "حامل حذاء السلطاان وهو ما يعني ملازمته للسلطان وكثرة استعانة السلطان
به. وهي ما كانت تعتبر مهمة مشرفة لمماليك هم في الأصل عبيد أرقاء. وكانت اللفظة فارسية
كسائر الرتب والوظائف التي استخدمها المماليك. وتطور استخدام اللفظة حتى اختفى أصلها
الفارسي وبقي شبهها باللفظة التركية التي تعني كبير وهي "باش".
وأطلق اللقب على علية القوم وأعاظمهم وولاتهم أما في
أواخر القرن الماضي أصبح يطلق على ضباط الشرطة ووكلاء النيابة وكبار موظفين أجهزة الدولة.
والآن أصبح يطلق على كائناً ما كان على سبيل التملق أو المجاملة كصورة من صور الاعتراض
الشعبي على منح فئات بعينها ألقاباً بلا سند، وفي العامية المصرية، كان بعضهم يضعون
كلمة باشا بعد اسم العائلة، وهو خطأ لغوي، كقولهم "أحمد عادل باشا" والصحيح
أن يكون لفظ "باشا" بعد الاسم الأول، وذلك لأنّ الترك يستعملون لقب الباشا
بعد الاسم الأول.
تعليقات
إرسال تعليق