بعد البحث عن ليلى
بعد
بحث طويل و شاق يبذل فيه كل منا الغالي و الثمين من أن يجد ليلاه الخاصة التى
طالما حلم بها حتى إذا وجدها يجد الظروف التى ألمت بها و به غير مواتية لأن يرتبط
بها و يحقق ما آلت إليه نفسه و هنا تبدأ المأساة و دواليك هى الحياة من حولنا
فليلى هى الرمز للأنثى ، للمال ، للجاه و الدنيا بما فيها هذه هى ليلى فكل إنسان
مشغول بليلى و كل ليلى تظل بعيدة عن حبيبها و هذه هى سُنة تلك الحياة و قدر قد كتب ،و لكن إلى متى يظل كل إنسان مشغول قلبه و عقله و كل حواسه بتلك الليلى رغم
ابتعادها عنه ؟فرغم أن الأمل لا يزال موجودا فى الوصول إليها و هذا هو السر
وراء السعى فى تلك الحياة فكل واحد من البشر يسعى هنا و هناك من أجل أن يظفر و يصل
إلى ليلاه فمنا من يكون الحُب و الزواج أمله فيسعى لتحقيقه رغم قسوة الظروف التى
قد يعيشها ،و منا من يسعى لامتلاك المال فيظل يعمل ليلا و نهارا من أجل الحصول على
ما يجعله غنياً فيحقق أمله و سعيه فى امتلاك المال ، ومنا من يريد الجاه و النفوذ فيضعه
نصب عينيه باذلًا كل ما يملك من مالٍ هامساً فى كل أذنٍ من أجل الوصول إلى ذلك
الجاه .
و
تبقى ليلى مع كل إنسان يولد و يعيش فلا تنتهى من تلك الحياة و تظل سبباً لكل ألم
كما أن الوصول لها هو مدعاة لكل فرح و سعادة
و يا ليتها تكون دائما السعادة فالمثل العربي الشعبى قد ذكرها مرتبطة
بالحزن و الأسى فقالوا قديما "كلٌ يبكى على ليلاه".
و
لعلنا عندما نقف أمام هذا المثل نجد أن ليلى كل إنسان لا تتكرر مع غيره فلكل منا
ما يرجوه و يتمناه بخلاف الآخرين فستظل ليلانا جميلة فى أعيننا مهما شعرنا بالأسى
و الحزن و ستظل هى جوهرة التاج لكل منا حتى يحقق كل منا لحظته بالوصول إليها منصباً
من نفسه ملكاً لتلك الملكة .
تعليقات
إرسال تعليق